الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)

جاء في شرح الحديث:
أن المؤمن في الدنيا يكون مقيدا بالتعاليم ،محكوما بأحكام رب العالمين وسنة سيد المرسلين.
فإذا أراد أن يصنع شيئا جاءه النص :لا تفعل إذا كان ذلك مخالفا، وإذا ما تقاعس عن أمر مما يميل إليه الطبع ويركن إليه الهوى، جاءه النص :أن افعل .فهو محكوم بقال الله و قال رسوله صلى الله عليه و سلم . و أما الكافر فلا يحجزه عن تحقيق شهواته شيء .....
قصـــــــــــــــــــــــــــة

الإمام الحافظ ابن حجر ،رحمه الله تعالى ، القاضي الجليل المشهور ،كان يوما ذاهبا إلى مجلس القضاء فخرج على بغلة مسرجة مطعمة وعليه ثياب ومعه بعض الخدم والحشم، وكان يهودي في ثياب متواضعة وكان رقيق الحال فقيرا ،فلما رأى الحافظ ابن حجر على هذه الصورة ،يحسبها من أمر الدنيا التي فتحت ،ووجد نفسه هو في هذا الضيق ،ذهب إلى الحافظ ابن حجر، وهو على دابته فقال له : إن نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول : (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فكيف يكون ما أنت فيه سجنا ؟وكيف يكون ما أنا فيه جنة؟.فكان رد الحافظ ابن حجر بفطنة : إن ما أنا فيه وما هو أكثر منه، مهما بلغ بجانب نعيم الله تبارك و تعالى في الجنة لا شيء . وما أنت فيه مهما كان قليلا وما أنت فيه من فقر ومذلة ،هذا بالنسبة لنار الآخرة ،جنة .
فأنت في جنة، وأما أنا فمهما كنت في نعمة ظاهرة هذه نعمة ظاهرة بالنسبة إلى الجنة لا شيء.